اكتشاف الكتاب المقدس

الأسئلة الشائعة

في هذا القسم، ستجد الأسئلة الأكثر شيوعًا التي تُطرح على الأدفنتست أو عنهم. لا تتردد في ترك تعليق أو طرح سؤال جديد!


١. ماذا يؤمن الأدفنتست عن ابن الله؟

تتكرر في الكتاب المقدس عبارة "ابن الله"، ولكن كيف يمكن لله أن يكون له "ابن"؟ وماذا يعني ذلك لنا؟

لا يُقصَد بأن يسوع هو "الابن" بمعنى أنه مخلوق، بل لأنه يشترك في ذات الطبيعة الإلهية مع الله الآب. يؤمن الأدفنتست بأن يسوع المسيح هو ابن الله الأزلي، وهو أيضًا الله بحق، أقنوم في اللاهوت. وقد نزل إلى الأرض لأجل البشرية، ليعيش كمثال لنا، وليأخذ على نفسه عقوبة خطايانا. وهو الآن شفيعنا ورئيس كهنتنا، والجسر الحي بيننا وبين الله الآب.

يسوع المسيح كامل في كل شيء، اختار طوعًا أن يعبر بأقصى درجات الألم لكي يفدينا من خطايانا ويُصالحنا مع الآب.

لمعرفة المزيد عن ابن الله وعمق محبته لنا، اضغط هنا.

٢. هل تغيّر الكتاب المقدس؟

في بعض الأحيان، يتساءل البعض: «ألا يثبت وجود أربعة أناجيل مختلفة أن العهد الجديد قد تم تغييره؟» والإجابة البسيطة هي: كلّا

لكن السؤال نفسه يكشف عن وجود سوء فهم حول كيفية وحي الله للأسفار المقدسة. يظن البعض أن الله يعطي الأسفار المقدسة من خلال إملاء دقيق لما يريد قوله، بواسطة ملاك إلى نبي، ثم يدوّن ذلك النبي تلك الكلمات كما تم إملاؤها.

ولكن الحقيقة هي أن الكلمات الوحيدة التي كتبها الله بنفسه في كلا من العهد القديم والعهد الجديد، هي الوصايا العشر. أما بقية الكتاب المقدس، فقد أوحى الله به بالتواصل مع الأنبياء من خلال الأحلام أو الرؤى أو التواصل الشفهي. ثم كتب الأنبياء تلك الحقائق بكلماتهم الخاصة وفقًا لثقافتهم ومهاراتهم في الكتابة. وهكذا، تم نقل الحقائق الإلهية المطْلقة والكاملة بلغة بشرية غير كاملة.

٣. ماذا يقول الكتاب المقدس عن الثالوث؟

على الرغم من أن كلمة "ثالوث" لا ترد حرفيًا في الكتاب المقدس، إلا أن مفهوم الإله الواحد في ثلاثة أقانيم واضح في مواضع كثيرة فيه. في (انجيل يوحنا 10: 30) قال يسوع: «أنا والآب واحد». كما يظهر الثالوث بوضوح في مشهد معمودية يسوع، حيث نرى الآب والابن والروح القدس معًا. فعندما خرج يسوع من الماء، نزل عليه الروح القدس من السماء في هيئة حمامة. ومن السحاب، تكلم الآب قائلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ» (انجيل لوقا 3: 22).

وقبل صعوده إلى السماء، تحدث يسوع عن الثالوث قائلاً: «فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ» (متى 28 :19).

علينا أن نتذكر أن الله غير محدود بالزمان أو المكان أو المادة. فهو أسمى من إدراكنا البشري. يقول الكتاب في (إشعياء 57: 15) إن الله هو "الْعَلِيُّ الْمُرْتَفِعُ، سَاكِنُ الأَبَدِ". إن الثالوث هو أحد أسرار الإيمان المسيحي. فلو كانت لدينا القدرة على فهم الله بشكل كامل، لما كان إلهًا. ولو استطعنا فهم جميع أسرار اللاهوت، لما كان مستحقًا لعبادتنا.

٤. ألا يقول الكتاب المقدس في (كولوسي ٢: ١٦-١٧) أن سبت اليوم السابع كان جزءًا من الناموس اليهودي الطقسي وأنه قد أُبطل بموت المسيح على الصليب؟

لقد كانت الذبائح والأعياد في الهيكل رموزًا تفصيلية لخطة الخلاص. وعند فهمها جيدًا، نرى أنها تتنبأ وتشير إلى عمل المسيّا. نقرأ في العهد الجديد بفرح أن يسوع هو «حمل الفصح» الذي يرفع خطية العالم، وهو رئيس كهنتنا في المقدس السماوي.

توجد كتب كاملة تشرح بالتفصيل كيف أن ذبائح وطقوس الهيكل وجدت تتميمها الكامل في المسيح. بعد موت المسيح على الصليب، لم تعد هذه الذبائح والأعياد ضرورية، لأن المسيح قد جاء وقدم ذبيحته الكاملة.

وهنا يطرح المؤمنون في العهد الجديد سؤالًا هامًا: هل كان سبت اليوم السابع جزءًا من هذه الأعياد التي أُبطلت بموت المسيح وأصبحت غير ضرورية؟ يعتقد بعض المؤمنين ذلك استنادًا إلى نص (كولوسي ٢: ١٦-١٧).

«فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِي أَكْل أَوْ شُرْبٍ، أَوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ أَوْ هِلاَل أَوْ سَبْتٍ، الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ.» (كولوسي ٢: ١٦-١٧)

عند التأمل في الجانب اللغوي وسياق تلك الآيات، يظهر أن الكلمة اليونانية المترجمة هنا بـ"سبت" لا تشير إلى سبت اليوم السابع، بل إلى سبوت أعياد سنوية محددة (عيد الأبواق ويوم الكفّارة)، وأيضًا إلى "السنوات السبتية" – السنة السابعة (لاويين ۲٥)

أما كلمة "عيد" في النص، فهي تشير تحديدًا إلى ثلاثة أعياد حج في التقويم العبري: عيد الفصح، عيد الأسابيع (الخمسين)، وعيد المظال. وهكذا، فإن بولس الرسول في هذه الآيات يتحدث عن النظام الطقسي بأكمله، باعتباره "ظل الأمور العتيدة"، بينما الحقيقة الكاملة تتجلى في شخص المسيح.

أما عن حفظ سبت اليوم السابع، فهو ليس جزءًا من الناموس الطقسي، بل هو وصية من الوصايا العشر. والوصايا العشر ليست مؤقتة، بل أبدية. في العهد القديم، كُتبت الوصايا على لوحي حجر، أما في العهد الجديد - العهد الأبدي - فقد وعد الله بكتابتها في قلوب المؤمنين، كما جاء في رسالة العبرانيين:

«هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَهُمْ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي قُلُوبِهِمْ وَأَكْتُبُهَا فِي أَذْهَانِهِمْ وَلَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ» (عبرانيين ١٠: ١٦-١٧)

٥. ماذا يقول وعّاظ البروتستانت الآخرون عن ميخائيل رئيس الملائكة؟

في تفسيره لسفر دانيال، علّق "چون كالفن" على شخصية "ميخائيل" قائلًا:

"قد يُقصد بـ(ميخائيل) ملاكًا، لكني أتبنّى رأي من يرون أنه يشير إلى شخص المسيح، لأن هذا التفسير يتناسب تمامًا مع السياق، بوصفه المدافع عن شعبه المختار."

كذلك "تشارلز إتش. سبورجون" في تعليقه على هوية ميخائيل:

"هو الذي يُحيط بمعسكر خائفيه، هو ميخائيل الحقيقي الذي يدوس التنين. مجدًا ليسوع! ملاك حضرَة الرب، إليك نرفع صلواتنا."

وأضاف:

"يُدعى ربنا ملاكًا، فهو ملاك العهد (ملاخي ٣:١)... نقرأ في (رؤيا ١٢) أن ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وملائكته وطُرحوا خارجًا. هذه المعركة لا تزال مستمرة اليوم. وميخائيل هو الرب يسوع، رئيس الملائكة الوحيد."

كما كتب "چون ويسلي" عن ميخائيل:

دانيال ١٠ :١٣ — ' وَقَفَ مُقَابِلِي' — سمح الله بمشورات رئيس مملكة فارس الشريرة أن تنجح مؤقتًا، لكن دانيال بصلواته والملاك بقدرته تغلبا عليه في النهاية. هذا الحدث مهّد لسقوط مملكة فارس. 'ميخائيل'— يُقصد بـ"ميخائيل" هنا المسيح نفسه.

دانيال ١٠ :٢١ — 'مِيخَائِيلُ' — المسيح وحده هو من يحمي كنيسته حين يتخلى عنها أو يعارضها ملوك الأرض.

دانيال ١٢: ١ — يبدو أن المقصود هو أن هناك خلاصًا عظيم ينتظر شعب الله عندما يظهر ميخائيل رئيسهم، أي المسيّا.

لمزيد من القراءة: كتاب (ميخائيل الرئيس العظيم)

٦. لماذا لا يشرب الأدفنتست السبتيون الخمر أو الكحوليات مثل بعض المسيحيين في الطوائف الأخرى؟

الإجابة ببساطة هي أن الكتاب المقدس يخبرنا أن هذه عادة منافية لمشيئة الله لحياتنا.

 فـ"اَلْخَمْرُ مُسْتَهْزِئَةٌ. الْمُسْكِرُ عَجَّاجٌ، وَمَنْ يَتَرَنَّحُ بِهِمَا فَلَيْسَ بِحَكِيمٍ." (أمثال ٢٠ :١).

"فَلاَ نَنَمْ إِذًا كَالْبَاقِينَ، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ. لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَبِاللَّيْلِ يَنَامُونَ، وَالَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَبِاللَّيْلِ يَسْكَرُونَ. وَأَمَّا نَحْنُ الَّذِينَ مِنْ نَهَارٍ، فَلْنَصْحُ لاَبِسِينَ دِرْعَ الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ، وَخُوذَةً هِيَ رَجَاءُ الْخَلاَصِ. لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،" (تسالونيكي الأولى 5: 6-9).

هل نحتاج حقاً إلى الاقتباس من الكتاب المقدس لإثبات أن شرب الكحوليات ضار ويؤدي إلى تدهور الحالة الجسدية والأخلاقية؟ أليس صحيحاً أننا نقرأ يومياً في الصحف أخبارًأ مؤلمة عن أموال مهدرة، وعنف منزلي، وضرب، وزنى، وسرقة، ومشاجرات، وجرائم قتل، وحوادث سيارات، وخلافات، وأمراض ناتجة عن شرب الكحوليات؟

حتى الجرعات الصغيرة من الكحوليات تُضعف القدرة على القيادة وتُحدث ضررًا بخلايا المخ.

إذا كان أتباع المسيح يشربون الكحول، فما هي القدوة التي يقدمونها لغير المؤمنين؟ ألا يشجعونهم بذلك على الاستمرار في الانغماس في الحياة الدنيوية وتجاهل الاستعداد الأخلاقي اللازم لاستقبال مجيء المسيح الثاني؟

٧. لماذا لا يأكل الأدفنتست لحم الخنزير مثل بعض المسيحيين من طوائف أخرى؟

يعلّمنا الكتاب المقدس أن ذلك يتعارض مع مشيئة الله لحياتنا.

"وَٱلْخِنْزِيرُ أَيْضًا، مَعَ أَنَّهُ يَشُقُّ ظِلْفًا، لٰكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. مِنْ لَحْمِهِ لاَ تَأْكُلُوا، وَجُثَّتَهُ لاَ تَمَسُّوا." (تثنية 14: 8).

العقل والجسد مرتبطان ارتباطًا وثيقًا؛ فإذا تضرر أحدهما، يتأثر الآخر أيضًا. عندما يكون الإنسان قويًا وبصحة جيدة، يكون أكثر قدرة على اتخاذ قرارات أخلاقية سليمة. وأحد الأهداف الرئيسية من تعاليم الله في الكتاب المقدس، هو تعضيد حياتنا الأخلاقية. بالإضافة إلى ذلك، فإن المسيح آتٍ قريبًا، ويجب أن نكون مستعدين لمجيئه، وهذا الاستعداد سيكون أصعب إذا تناولنا أطعمة أشار الله بوضوح إلى أنها رديئة وغير صحية.

لذا، إذا أردنا تمجيد الله في أجسادنا والاستعداد لمجيء المسيح، فعلينا أن نحافظ على صحتنا الجسدية. ومن هذا المنطلق، ربما يجدر بنا أن نسأل الإخوة المسيحيين، لماذا يرون أنه من المقبول أكل لحم الخنزير، وهو طعام غير صحي ورديء الجودة!

٨. لماذا لا يؤمن الأدفنتست بالعقيدة الشائعة التي تقول إن الإنسان بعد الموت يذهب مباشرة إما إلى الفردوس أو إلى الجحيم؟

الاعتقاد بأن الإنسان فيه روحًا خالدة لا تموت، بل تنتقل إلى مرحلة أخرى بعد الموت الجسدي، لا يستند على الكتاب المقدس. فبحسب ما تعلمه الأسفار المقدسة، عندما يموت الإنسان، لا يذهب مباشرة إلى السماء ليعيش مع الله ولا إلى الجحيم ليتعذب إلى ما لا نهاية، بل يدخل في حالة من اللاوعي تشبه النوم العميق. فالموت، بحسب الكتاب المقدس، هو ببساطة نهاية الحياة؛ وهو أمر لم يخلقه الله، بل اخترق البشرية نتيجة للخطية.

يعلّم الكتاب المقدس بالفعل أن هناك فردوسًا أعدّه الله لمؤمنيه، كما يعلّم بوجود مكان للعذاب والدينونة للذين يرفضونه، غير أن هذه المصائر لا تتحقق عند الموت مباشرةً، بل بعد المجيء الثاني للمسيح.

راجع هذه الآيات بنفسك من الكتاب المقدس:

تكوين 2: 7؛ جامعة 12: 7؛ يعقوب 2: 26؛ أيوب 27: 3؛ حزقيال 18: 20؛ رؤيا 16: 3؛ أيوب 4: 17؛ تيموثاوس الأولى 6: 15، 16؛ يوحنا 5: 28، 29؛ أعمال 2: 29، 34؛ جامعة 9: 5، 6، 10؛ أيوب 14: 12، 21؛ مزمور 115: 17؛ مزمور 146: 4.

للمزيد عن تعاليم الكتاب المقدس حول الموت، القيامة، والخلود، اضغط هنا.

٩. لماذا يؤمن كثير من المسيحيين بخلود النفس رغم أن هذا المعتقد لا يستند على الكتاب المقدس؟

تسلل هذا الاعتقاد إلى الكنيسة المسيحية بعد نحو مئتي عام من صعود المسيح، عبر مفكرين مسيحيين مؤثرين في الإمبراطورية الرومانية مثل ترتليان (حوالي 155–240 م) وأثيناغوراس (133–190 م). كان هؤلاء مؤمنين جدد بالمسيحية، وتأثروا بشدة بالفلسفة اليونانية، وتبنّوا رؤية أفلاطون للحياة، والتي تقول إن الإنسان مكوّن من جسد مادي وشرير، داخله روح طيبة وخيرة. هذه النظرة اليونانية امتزجت مع العقيدة المسيحية، وأدّت إلى ظهور معتقدات لا أساس لها في الكتاب المقدس، مثل تقديس يوم الأحد، ووجود جحيم مشتعل بالنار للعذاب إلى ما لا نهاية، وخلود النفس، وغيرها.

ما هو في ذهنك؟

أرسل لنا سؤالك أو تعليقك. يسعدنا أن نستمع إليك!